الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

عرض حول موضوع مهام اللجنة الفرعية لمناهضة التعذيب

يأتي  موضوع اللجنة الفرعية لمناهضة التعذيب، انسجاما مع التحولات الدولية في تكريس ثقافة حقوق الانسان وعيا وممارسة ،ولمقاربة هذا الموضوع فمجموعة من الاتفاقيات الدولية أطرت الجانب التأصيلي في الشق النظري والقانوني، سيما البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية  أو المهينة والتي تنص مادته الاولى على الغاية من إنشاء هذه اللجنة الفرعية ،التي تهتم بمنع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة والعقوبة القاسية أو اللاإنسانية.
v  عضوية اللجنة :

تتألف اللجنة من 25خبيرا مستقلا ،من الدول المصادقة على البروتوكول الاختياري أو انضمت اليه ، ونشير هنا الى أن تخصصات الخبراء متعددة المشارب بحيث أن منهم:(أطباء ،محامون ،خبراء في مجال السجون، أجهزة العدالة...)ينتخبون لولاية مدتها 4سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

v  مهام اللجنة ووظائفها الأساسية:

تقوم اللجنة الفرعية لمناهضة التعذيب بثلاث مهام أساسية و رئيسية من ضمنها:

أولا: زيارة أماكن الحرمان من الحرية للدول الاعضاء:

ترتكز مهام اللجنة على زيارة كل أماكن الاحتجاز والحرمان من الحرية في كل الاقليم الترابي للدولة العضو، كيفما كان نوع وشكل هذه الأمكنة، مدنية كانت أو عسكرية(مخافر الشرطة، مراكز الاحتجاز السابق للمحاكمة...)،كذلك المؤسسات التي تعنى بالصحة العقلية والنفسية، بالإضافة الى مراكز توقيف المهاجرين ،والمؤسسات الاجتماعية (الاحداث القاصرين)،كما تتمثل العلاقة أيضا مع الدول في تقديم اللجنة لمجموعة من التوصيات، التي يتعين اتخاذها لتحسين معاملة المحرومين من الحرية، وأوضاع محلات الحرمان من الحرية والاحتجاز بشكل عام.

ثانيا: تقديم الاستشارة و الخبرة:

تقوم اللجنة الفرعية للوقاية من التعذيب بتقديم جميع الامكانيات القانونية والاستشارية والخبرات للدول الاعضاء.
وينجلي دورها المحوري حسب المادة 11من البروتوكول الاختياري في تقديم الاستشارة والخبرة والمشورة والمساعدة ،فيما يتعلق بإحداث الآلية الوطنية الوقائية، حيث تعد هذه المهمة عنصرا أساسيا في عمل اللجنة وهي تقوم قبل الاحداث بوضع نفسها رهن إشارة الدول الاعضاء للانخراط المتواصل والفعال بخصوص عمل الآلية ،ومن ثم تعزيز صلاحياتها واستقلاليتها لتمكينها من ضمانات الحماية من إساءة المعاملة للمحرومين من الحرية.(الاستقلال الوظيفي والمالي).
ويبقى الاتصال اساسيا مع الآلية الوطنية ،بحكم ولاية اللجنة وارتباطها كإطار عام من خلال الزيارات التي تشمل كذلك المؤسسات الوطنية  لحقوق الانسان و الجمعيات الحقوقية غير الحكومية والجهات والمؤسسات التي تراها مناسبة.
بخصوص المهمة التي تقوم بها اللجن الفرعية للدول الاعضاء ،فتتم على الاقل بعضوين من أعضاء اللجنة ويجوز أن يرافقهم خبراء مشهود لهم بالكفاءة في مجال الاختصاص ،ولها أن تقوم بجميع المقابلات السرية والشخصية مع المحرومين من الحرية ،وما تراه اللجنة قد يساعدها في مهامها ،ويزودها بمعلومات ذات الصلة بالمهمة، كما أن تطلع على جميع الوثائق التي تطلبها قبل الزيارة ،وتعمل اللجنة على تقديم مجموعة من التوصيات ،التي يتعين اتخاذها لتحسين معاملة المحرومين من الحرية ،وأماكن الحرمان منها.
وعموما، فاللجنة الفرعية لمنع التعذيب تقوم على أساس وقائي، وترتكز على نهج ابتكاري ومستدام واستباقي لمنع التعذيب وإساءة المعاملة ،كما تقوم على أساس التعاون مع الدول والآليات الوطنية، كما أنها تبلغ ملاحظاتها وتوصياتها الى الدولة أو الآلية عند الاقتضاء في تقرير سري، ولا يمكن نشره إلا إذا طلبت الدولة العضو ذلك ،وقد تلجأ اللجنة الفرعية في حالة رفض التعاون وتجاهل توصياتها بأن تطلب من لجنة مناهضة التعذيب، إصدار بيان علني أو نشر جزء من التقرير أو التقرير بكامله.
وختاما لا يمكن تجاهل المنظمات غير الحكومية الفاعلة والمؤثرة من حيث نشر ثقافة حقوق الانسان ومن ضمنها مركز دراسة حقوق الانسان والديمقراطية، عبر هذه المحطات العلمية، والأيام الدراسة والورشات التكوينية والاصدارات والمنشورات ومنها دليل زيارة المؤسسات السجنية التي أصدره مركز دراسات حقوق الانسان والديمقراطية.